صباح أول من أمس، تحول رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة المحسوب على النائب ميشال المر إلى «كتائبي». هكذا، توجه إلى فندق الحبتور في سن الفيل، وافتتح «مكتباً انتخابياً»، وبدأ باستقبال «وفود» لحثها على تسمية مرشحه عبدو حمصي لرئاسة قسم حزب الكتائب اللبنانية في بلدته.
وضمن اتفاق مع جزء من الكتائبيين، يقضي بدعم ترشيح حمصي لرئاسة القسم مقابل تعاون مستقبلي خلال الانتخابات البلدية والنيابية، وكّل شختورة رجاله بحشد أكبر قدر من الكتائبيين لتسمية حمصي، على ما أكد أحد الكتائبيين، الذين ترددوا إلى المكتب. ويقول المصدر، إن شختورة بذلك «يكون قد قبض على المجلس البلدي المؤلف من أعضاء محسوبين على القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب والمر».
وعلى الرغم من مباركة النائب سامي الجميل الابن نشاط رئيس البلدية في حشد الأصوات اللازمة لـ«المشورة» التي أجريت أول من امس، بهدف اختيار مرشحهم لرئاسة القسم («المشورة» ليست انتخاباً، إذ تُرفع النتائج إلى المكتب السياسي للحزب، الذي يعين رئيساً غالباً ما يكون من يزكيه أعضاء القسم)، إلا أنها لم تسر كما اشتهى الجميل، «فسقطت الديمقراطية خلال ثلاث ساعات ونصف ساعة، وغادر الكتائبيون المحتشدون على وقع الامتعاضات والشتائم»، ودائماً بحسب مصادر كتائبية.
وفي التفاصيل التي يرويها بعض ممن شاركوا في المشورة، أن «كتائب الدكوانة» منقسمون بين «قدامى الرئيس أمين الجميل» والوسطيين، و«صقور سامي». ففي الوقت الذي يوافق فيه «الصقور» على حمصي وخيارات شختورة، يدعم الوسطيون رئيس القسم السابق جوزيف بو عبود، الذي رشح ابنه آلان لرئاسة القسم. ومن قبيل «الصدف»، أن يكون بو عبود، خصم شختورة اللدود منذ الانتخابات البلدية الأخيرة، فيما، يؤيد «قدامى أمين الجميل» فكرة إعادة ترشيح رئيس القسم الحالي عبود بو عبود لولاية ثانية، و«الذي انسحب من المعركة قبل يومين على وقع ضغوط شختورة».
كان من المفترض أن تحسم المشورة الخلاف ديمقراطياً، فيربح من نال أعلى عدد من الأصوات، إلا أن اللجنة المرسلة من المكتب السياسي، لم تتكلف عناء سؤال الحاضرين عن مرشحهم المفضل. وبحسب أحد المشاركين، «بدأت تسألنا عن رأينا في المكتب النسائي والمكتب الطلابي رافضة تسجيل الأسماء على ورقة، كما يحتم النظام، ورافضة الحديث في التسميات، كأن الأمر خارج عن سياق الاجتماع». ولاحقاً، «حضرت لجنة أخرى للانتهاء من المشورة بأسرع وقت ممكن، من دون أن تسجل هي الأخرى أية كلمة على الورقة، التي يفترض أن ترسل إلى رئيس الإقليم والأمانة العامة».
« هنا علا الصراخ»، يقول أحد «القدامى»، مضيفاً: «جماعة سامي لا يريدون حسم المعركة خوفاً من صدور النتائج عكس ما يتمنون، وخوفاً من رد فعل الفريقين الآخرين إذا ربح الحمصي، بعدما بادر بعض الكتائبيين عشية المشورة إلى إيصال رسالة قوية إلى النائب الجميل، يبلغونه فيها فرط كتائب الدكوانة إذا لم تحصل المشورة بصورة حقيقية». «قدامى أمين الجميل »، وعلى الرغم من عدم رغبة عبود بو عبود في تمديد ولايته، «جاؤوا نكاية بشختورة، وأصروا على إعادة تسمية بو عبود، والوسطيون يعملون منذ البداية على خوض معركة لكسر رئيس البلدية المقرب من المر».
تتطابق رواية قدامى أمين الجميل مع رواية الوسطيين، فيما رفض أحد «صقور سامي الجميل» ورفيقه السابق في «لبناننا » مارون ناكوزي التعليق على ما جرى، طالباً من « الأخبار » الاتصال بأحد سواه، ولم تتوفق « الأخبار» بالاتصال ببعض المقربين من الجميل. أما شختورة، فغاب عن السمع كلياً. انتهت المشورة «الشكلية» الساعة التاسعة والنصف مساءً، من دون أن يفهم أي من الحاضرين ما جرى فعلاً، وما سيحدث مستقبلاً، وعلى أي أساس ستنتقي اللجنة رئيس القسم الجديد. بعض الكتائبيين خرج، ممتعضاً يكيل الشتائم، «وسط قلق سامي الجميل من تقديم هؤلاء استقالاتهم إذا قرر التغريد منفردا مع رئيس البلدية». ويتوقع البعض من قدامى أمين الجميل والوسطيين، أن يسير قسم الدكوانة على طريق بعض أقسام المتن الشمالي، حيث تؤدي النزاعات إلى عدم تعيين رئيس جديد، ولا يكون الحل إلا بوقف القسم عن العمل، لكن ذلك لا يقلقهم. ما يخيفهم فعلاً هو تحول مقولة «كتائب المر» إلى حقيقة!